إن التطرق لموضوع الصحة الإنجابية أمر بالغ الأهمية ولا سيما عند الحديث عن سعادة ورفاهية الأفراد، فمن خلال اتباع السلوكيات الصحيحة، بإمكان الشخص التمتع بتجربة جنسية آمنة واتخاذ قرارات صحيحة متعلقة بتنظيم الأسرة والحد من العقم والأمراض المنقولة جنسياً. وبالرغم من أهمية هذا الموضوع، لكنه لا يزال محاطاً بالعديد من المفاهيم الخاطئة التي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى مخاوف غير مبررة وسلوكيات خطرة وتبعات لا تحمد عقباها
تلعب مجموعة من العوامل دوراً محورياً في انتشار هذه المفاهيم الخاطئة ومن بينها: المحرمات المجتمعية وظاهرة الوصم الاجتماعي والتمييز على أساس الجنس وغيرها. وتستمر في الانتشار بسبب تجنب مناقشة الجوانب الحميمة من حياتنا بشكل علني. تابعوا القراءة لتصحيح 11 مفهوم خاطئ حول الصحة الإنجابية.
المفهوم الخاطئ 1: لا يمكنك الحمل خلال الدورة الشهرية
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أنه لا يمكنكِ الحمل خلال الدورة الشهرية. ولكن الحقيقة هي: في حال مارستِ الجنس دون استخدام وسائل منع الحمل في أي وقت، بما في ذلك أثناء الدورة الشهرية أو بعدها مباشرة، فهناك احتمالية حصول الحمل. وعلى الرغم من أن الاحتمال ضئيل، إلا أنه ليس مستحيلا. يمكن للحيوانات المنوية البقاء على قيد الحياة داخل جسم الأنثى لعدة أيام، ويمكن أن يختلف توقيت الإباضة من شخص لآخر. وهذا يعني أنه إذا مارست الجنس دون وقاية أثناء الدورة الشهرية وحدثت الإباضة في وقت أبكر من المعتاد، فمن الممكن حصول الحمل.
المفهوم الخاطىء 2: يمكنك الحمل إذا لم تأتيك الدورة الشهرية
حتى لو لم تأتيك الدورة الشهرية أبداً، فلا تزال احتمالية حصول الحمل ممكنة. يرتبط الحمل بموعد الإباضة، وهي عملية طبيعية تحدث عندما يطلق جسم المرأة بويضة من أحد المبيضين. يحصل الحمل عندما تلتصق البويضة المخصبة ببطانة الرحم، وبمجرد أن تدخل المرأة هذه المرحلة، فبإمكانها أن تحمل. يمكن أن يحدث هذا في أي عمر، حتى لو كانت المرة الأولى لحدوث التبويض.
المفهوم الخاطىء 3: دم الحيض فاسد
تمثل الدورة الشهرية سلسلة من التغيرات الطبيعية التي تحدث داخل جسم المرأة، ولكن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة المتعلقة بها. يعتقد بعض الناس أن دم الحيض نجس أو قذر. في الواقع، الدورة الشهرية هي عملية يمرُّ بها الجهاز التناسلي وذلك لتهيئة جسم المرأة للحمل. يشمل جزء من هذه العملية تكوين بطانة خاصة داخل الرحم. وفي حال عدم حصول الحمل، يتم إطلاق هذه البطانة على شكل دم الحيض، وهي عملية صحية.
المفهوم الخاطىء 4: لا تحدث عدوى الأمراض المنقولة جنسياً عن طريق التقبيل
يعتقد الكثير من الناس أن الأمراض المنقولة جنسياً (STIs) لا يمكن أن تنتقل إلا عن طريق الاتصال الجنسي. صحيح أن احتمالية الإصابة أقل، إلا أن بعض الأمراض المنقولة جنسياً مثل الهربس التناسلي وداء الزهري يمكن أن تنتقل عن طريق التقبيل، لذلك من الضروري الالتزام بممارسة سلوكيات آمنة. أما بالنسبة للكلاميديا أو فيروس نقص المناعة البشرية أو السيلان أو التهاب الكبد فلا يمكن انتقالها عبر التقبيل.
المفهوم الخاطىء 5: الأمراض المنقولة جنسياً تصيب الأشخاص الذين لديهم شركاء متعددين فقط
ممارسة الجنس دون استخدام الواقي الذكري تضع الشخص عرضة لخطر الإصابة بالعدوى المنقولة عبر الاتصال الجنسي، بغض النظر عن عدد الأشخاص الذي مارس الجنس معهم. يمكن الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً عبر وسائل مختلفة، ومن الضروري ممارسة الجنس الآمن وإجراء فحوصات منتظمة والتواصل بشكل صريح مع شريكك بشأن صحتك الجنسية.
المفهوم الخاطىء 6: “حبوب منع الحمل” مخصصة فقط لمنع الحمل
حبوب منع الحمل هي أدوية هرمونية لمنع الحمل تؤخذ عبر الفم وهي فعالة بنسبة 99٪ عند تناولها باستمرار كل يوم. ولكن هذه الحبوب تخدم أغراضاً متعددة: فيمكن أن تساعد في تنظيم دورات الحيض، والحد من الاختلالات الهرمونية، ومعالجة الحالات الصحية مثل المتلازمة السابقة للحيض (PMS). يمكن لحبوب منع الحمل أيضاً أن تجعل الدورة الشهرية أخف وأن تحسن من انتظامها. حبوب منع الحمل متعددة الاستخدامات وهي مهمة للصحة الإنجابية بشكل يتعدى مجرد منع الحمل، ولكن يجب دائماً طلب المشورة من أخصائي أو طبيب أولاً. تختار العديد من النساء عدم تناول حبوب منع الحمل بسبب الآثار الجانبية المحتملة التي تصاحبها، مثل الغثيان والصداع وزيادة الوزن وتغيرات المزاج.
المفهوم الخاطىء 7: غشاء البكارة السليم هو دليل على العذرية
إن الاعتقاد أن وجود غشاء بكارة سليم هو دليل على العذرية هو افتراض متجذر بعمق في العديد من الثقافات، ولكنه خاطئ تماماً. العذراء هي الشخص الذي لم يمارس الجنس قط. غشاء البكارة هو الغشاء المخاطي المُحيط أو المُغطي بشكل جزئي لفتحة المهبل الخارجية لدى معظم الفتيات عند الولادة. إن وجود أو عدم وجود غشاء البكارة السليم ليس دليلاً قاطعاً على التاريخ الجنسي للفتاة، حيث تولد بعض النساء بدون غشاء بكارة، والبعض الآخر بغشاء بكارة رقيق جدا. يمكن أن يختلف غشاء البكارة بشكل كبير من فتاة لأخرى، ويمكن أن يتمدد أو يتمزق خلال أنشطة مختلفة غير الجماع، مثل ممارسة الرياضة.
المفهوم الخاطئ 8: استخدام السدادة القطنية يمكن أن يؤدي إلى فقدان العذرية
المفهوم الخاطئ 8: استخدام السدادة القطنية يمكن أن يؤدي إلى فقدان العذرية
كما أوضحنا، يمكن لغشاء البكارة أن يتمدد أو يتمزق بدون أن يؤدي ذلك إلى فقدان الفتاة لعذريتها. بإمكان أي فتاة أو امرأة في فترة الدورة الشهرية استخدام السدادة القطنية إذا رغبت في ذلك. يحتوي غشاء البكارة على فتحة واحدة على الأقل تسمح بتدفق دماء الدورة الشهرية خارج الجسم. قد تؤدي السدادات القطنية إلى تمدد غشاء البكارة قليلاً، لكنها لا تمزقه بشكل كامل.
المفهوم الخاطئ 9: التراضي لا ينطبق في إطار الزواج
من أكثر المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالصحة الإنجابية ضرراً هو الاعتقاد بأن ممارسة الجنس بالتراضي لا تنطبق في إطار الزواج. حيث اعتقدت العديد من المجتمعات عبر التاريخ أن موافقة المرأة على النشاط الجنسي ضمنية وغير ضرورية في إطار الزواج. في الواقع، الموافقة أمر أساسي لأي نشاط جنسي، بغض النظر عن حالة العلاقة. يتعلق الأمر باحترام حق كل فرد في اتخاذ القرارات المتعلقة بجسده. إن الموافقة بين الزوجين قبل ممارسة الجنس هو أمر بالغ الأهمية حتى يشعر الفرد بالاحترام والأمان والسيطرة على جسمه في جميع اللقاءات الحميمة، كما أنه يعزز الثقة والحميمية في العلاقة.
المفهوم الخاطىء 10: يشجع التثقيف في مجال الصحة الإنجابية على الانحلال
من المفاهيم الخاطئة السائدة أن رفع مستوى الوعي في مجال الصحة الإنجابية يشجع على النشاط الجنسي والانحلال الأخلاقي. ولكن الحقيقة هي أن التثقيف في المواضيع المتعلقة بالصحة الإنجابية يمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات صحيحة عندما يتعلق الأمر بأجسادهم وعلاقاتهم وصحتهم الجنسية. حيث يعزز هذا النوع من الوعي من الممارسات الآمنة ويساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بالنشاط الجنسي، كما أنه يسهل الوصول إلى المعلومات والخدمات المتعلقة بمنع الحمل وتنظيم الأسرة، ويساعد على منع حالات الحمل غير المرغوب به ويقلل من خطر
الإجهاض غير الآمن ووفيات الأمهات والرضع.
يسهم الوعي بمواضيع الصحة الإنجابية أيضاً في تطوير علاقات صحية ومحترمة ومبنية على الموافقة المتبادلة، مما يعزز التواصل بين الأفراد ويرتقي بصحتهم النفسية والعاطفية.
المفهوم الخاطئ 11: التربية الجنسية غير مناسبة للشباب
ينبع الاعتقاد الخاطئ بأن التربية الجنسية غير مناسبة للشباب من العادات والتقاليد المجتمعية، وغالباً ما يكون ذلك بسبب عدم فهم أهداف ومحتوى التربية الجنسية. تم تصميم التربية الجنسية الشاملة (CSE) لتزويد الأطفال والشباب بالأدوات التي يحتاجونها لتطوير علاقات اجتماعية وجنسية سليمة بما يتناسب مع أعمارهم. يتخذ هذا البرنامج نهجاً إيجابياً تجاه الحياة الجنسية، مع التركيز على قيم مثل الاحترام والشمولية وعدم التمييز والمساواة والتعاطف والمسؤولية، بهدف التشجيع على اتخاذ مواقف صحية وإيجابية فيما يتعلق بالجسم والبلوغ والعلاقات والجنس والحياة الأسرية.
لضمان حصول الجميع على فرصة اتخاذ خيارات آمنة، من الضروري إعطاء الأولوية للتعليم وطلب مشورة الخبراء عند الضرورة. تابعوا صفحتنا على إنستغرام لمزيد من المعلومات حول الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.